Assalam O Alaikum Wa Rahmatullah.
Jamia Islamia Madeena (Madina University) sent a Fact finding team of
1.Head of Department of Hadith and Islamic Studies Sheikh Mohammad Aman bin ali jami and
2. Sheikh Abdul Kareem Murad from Shariah College
to access the on spot ground reality of Tableeghi Jamaat.
Actually it is an open secret that Some Indian sunbcontinent brothers spread some Baseless allegation on Tableeghi Jamaat.
They spread it in Arab world Also. So some confusion happened.
So taking initiative Tablighi Jamaat elders invited and requested Maddena Islamic University to come and see the fact for spot assessment.
So University formed a committee and visited Bangladesh Ijtema on 10th Safar 1399 Hijri.
Here is the original letter in Arabic and its Urdu Translation.
(Unfortunately english translation not available. It is our sincere request that if any reader Knows Urdu and English. Please Translate and send us on ittehadummat@gmail.com/Put in comments.We will publish it.)
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهت جماعة التبليغ والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، فطلب إليها حضور لقاء إسلامي كبير يعقد في (داكا) عاصمة (بنغلادش) فلبّتْ الجامعة الطلب، فأوفدتنا أنا محمد أمان بن علي الجامي من كلية الحديث، وعبد الكريم مراد من كلية الشريعة, للمشاركة في اللقاء .
فغادرنا مطار المدينة المنورة صباح يوم الاثنين 10/2/1399 هـ إلى جدة في طريقنا إلى (كراتشي)، فوصلنا مطار جدة في تمام الساعة السادسة والنصف, واتصلنا بالخطوط الباكستانية فور وصولنا بواسطة مدير الخطوط المذكورة، فتمت إجراءات السفر في أقل من عشر دقائق, فدخلنا صالة المسافرين استعداداً للسفر، وبعد ساعة تقريباً من دخولنا فوجئنا بأن السفر سوف يتأخر إلى موعد غير محدد إذ طرأ في الطائرة خلل فني كما قيل، فجعلنا ننتظر هذا الموعد الذي لم يحدد بل لم َتِردْ أو لم تستطع الشركة تحديده، فحان وقت صلاة الظهر فصلينا في المطار, لأن الخروج ممنوع، ثم دعينا لتناول طعام الغداء, من هنا تأكدنا أن الموعد سوف يتأخر وأنه ليس بقريب .
وهكذا استمرّ انتظارنا إلى بعد صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء، ثم أعلن عن الموعد الأخير, وأنه ستكون المغادرة بعد الساعة الحادية عشرة من الليل، فتمت مغادرتنا فعلا بعد منتصف الليل, فواصلنا سفرنا إلى كراتشي، فأخذنا نغط في نومنا الذي هو عبارة عن راحة بعد تعب طويل في مطار جدة، ولم نشعر إلا حين أعلن أننا على مقربة من مطار كراتشي فاستيقظنا، فحمدنا الله تعالى على الوصول بالسلامة, فدخلنا مدين كراتشي قبيل صلاة الفجر, فصلينا الفجر في منزلنا في الفندق . وبعد أن استرحنا زمنًا كافياً للراحة بعد صلاة الفجر, تبادلنا الرأي بالنسبة للسفر إلى (لاهور) قبل السفر إلى (داما) كما هو المقرر, فرأينا تأجيله إلى ما بعد العودة من (داكا), خشية أن يحصل تأخر لسبب من الأسباب فيؤثر في الاجتماع الذي هو المقصود الأول من سفرنا هذا، فقضينا يوم الأربعاء 12/2/1399هـ في محل الحجز إلى داكا ليوم الخميس، ولكننا علمنا أن السفر إلى داكا عاصمة (بنقلاديش) لا يتم إلا ليوم الجمعة بالنسبة لمن لم يسافر يوم الثلاثاء والذي وصلنا فيه إلى كراتشي، هما رحلتان فقط رحلة لطائرة باكستانية يوم الثلاثاء ورحلة لطائرة بنغلاديش يوم الجمعة لا ثالثة لهما .
فحجزنا في طائرة يوم الجمعة فسافرنا فيها بعد صلاة بإذن الله، وصلنا مطار (داكا ) في وقت متأخر من الليل, والمسافة بين مطار (كراتشي) ومطار (داكا) تستغرق ثلاث ساعات ونصف ساعة، وكان في استقبالنا نحن وجميع الذين وصلوا معنا لحضور اللقاء لجنة مرابطة بالمطار لاستقبال الوافدين, ومعهم عدد من الأشخاص الذين بيننا وبينهم معرفة سابقة من السوادنيين وبعض الباكستانيين, فقاموا بجميع إجراءات المطار, وللوافدين لحضور الاجتماع إجراء خاص، حيث أنهم لا يفتشون بل لا تفتح شنطهم, وإنما تكتفي بالإشارة عليها بالتباشير الملون فقط, بينما يفتّش غيرهم تفتيشاً دقيقاً، ثم نقلونا إلى مسجد لهم بجوار المطار ليوزعوا الضيوف، من هناك على منازلهم في المخيم المهّيأ لهم بجوار مقرّ الاجتماع، فتم توزيعنا قبل صلاة الفجر, بل هجعنا قليلاً قبل الأذان ثم أذن, فصلينا في ذلك المسجد القريب, وهو: عبارة عن صالون كبير أقيم على مساحة من الأرض تقدّر ب(كيلو ونصف في كيلو) ليّسع لآلاف من الناس, ويصلي العدد الكبير الذي قدروه بما يقارب المليون خلف إمام واحد دون استخدام مكبّر الصوت، بل يكتفى بعدد كبير من المبّلغين موزّعين في المسجد على أماكن مرتفعة, حيث يسمع كل مصلي مهما بعد مكانه عن الإمام صوت المبلغ فيّتبع الإمام, ولست أدري ما السبب في عدم استخدام مكبر الصوت في الصلاة, علماً أنهم كانوا يستخدمونه في المحاضرات (بيانات) والتوجيه والتعليمات اللازمة؟!
وأما كيف تم ذلك التنظيم الدقيق والإعداد العجيب, فأمر يعجب الإنسان عن وصفه وصفاً دقيقاً, فقد بنى المسجد ومنازل الضيوف من مواد بناء خفيفة تستخدم ثم ترد لأصحابها في حوانيتهم, وهي لا تزال صالحة للبيع والاستعمال, وهذه المواد عبارة عن زنك وعيدان الخيزران والخيش والحبال دون استخدام المسامير لئلا يتلف شيء من مواد البناء, إذ قد تبرع بها التجار وأصحاب المصانع وقاموا بأنفسهم بالبناء والتركيب, فإذا ما انقضى الاجتماع, فسوف يقوم بحلّ الحبال ونقض البناء بسهولة كما كان التركيب والبناء بسهولة من قبل . في هذا المسجد الغريب من نوعه في ذلك الجو الإسلامي الهادئ يبعث على الخشوع والطمأنينة, وبعد الصلاة أخذ المصلون يعقدون جلسات موزعة في المسجد, ذلك الذي يشبه مساجد المسلمين في أيامهم الأول عندما كانت المساجد إنما تقصد للصلاة والعبادة فقط لا للتباهي بها وزخرفتها... والله المستعان.
فأخذت الجماعات الموزعة في المسجد تتدارس القرآن حفظاً, وكانت التلاوة قاصرة على السور القصار التي يحفظها غالباً جميع المصلين أو أكثرهم حتى تطلع الشمس ويحين وقت تناول طعام (الفطور), فبعد الفطور تُعدّ المحاضرات, وفي ضحى ذلك اليوم السبت 15/2/1399هـ حضرنا محاضرة ألقاها في طائفة ذلك المسجد فضيلة الشيخ محمد عمر باللغة العربية، وهي محاضرة تخصّ العرب فقط، ولقد كانت قيّمة ومفيدة أجاب فيها على كثير من الشبهات التي تدور حول نشاط الجماعة ووضعية دعوة الناس إلى الخروج، والغرض من الخروج وخلاصته تغيير البيئة للدعاة والمدعوين، لأن الذين يخرجون ليسوا كلهم دعاة, بل أكثرهم ممن يُراد إصلاحهم وترغيبهم في الإسلام وحُبّه، وتعليمهم ما يجهلون من أمور دينهم، وقد أثبتتْ التجربة أن ذلك لا يتم للإنسان إلا إذا خرج تاركاً مشاغل الحياة المتنوعة, وانتقل إلى بيئة صالحة للإصلاح... ..الخ, وبعد محاضرته أعلن لجماعة العرب أنهم يحضرون محاضرة في الميكرفون العام بعد صلاة الظهر, وطلب من أحدنا أن يقوم بهذه المحاضرة العامة، فلبيّنا الطلب طبعاً, فألقيتُ المحاضرة بعد صلاة الظهر، فتُرجمت فوراً إلى عدة لغات، ثم أعلنت عن محاضرة لعبد الكريم مراد يوم الأحد 16/2/1399هـ بعد صلاة الظهر، فكنّا نحضُرُ بعد كل صلاة محاضرة مترجمة من الأردية إلى العربية .
فألقى الشيخ عبد الكريم محاضرة في الموعد المحدد, وكانت تدور حول توحيد العبادة, والتحذير من الغلو في الصالحين, والبناء على قبورهم . وأما محاضرة يوم السبت فكانت توجيهات عامة تناولت تحقيق كلمة التوحيد في آخرها.
هذا ! وقد كان محل الاجتماع بعيداً عن العاصمة نحو 7 كيلو متر، وهذا مما ساعدهم على إيجاد الهدوء ومواظبة الناس على صلاة الجماعة، بل ملازمتهم للمسجد مدة الاجتماع. أما نحن وأمثالنا الذين وصلنا في وقت متأخر فلم نتمكن من دخول العاصمة لا قبل الاجتماع ولا بعده، فغادرنا بالسفر يوم الثلاثاء بعد انتهاء الاجتماع مباشرة للقيام بزيارة بعض الجهات في باكستان .
وأما غيرنا فبادروا بالخروج في سبيل الدعوة إلى الله، فكانوا يُشكّلون جماعات متعددة بعد كل محاضرة، ويوم الثلاثاء كان يوم توجيه للدعاة وتبصيرهم ووداعهم، وهو يوم إمتزج فيه الفرح بالبكاء الذي يدل على ما يكنّه القوم من التّحابُب في الله, والتفاني في حب الله, والتجرد للدعوة إلى الله, وتعليق قلوب العباد بالله وحده دون الالتفات إلى ما سواه. هذا ملخص ما يُستفاد من محاضرات القوم, وحديثهم, وتصرفاتهم, وزهدهم المتعدد، خلافَ ما يَذكُرُ من لم يعرفهم حق المعرفة أو يتجاهل حقيقة القوم لغرض .
ومما ينبغي التنويه به أن الجماعة تتمتع مما لا تتمتع به الجماعات التي تدعو إلى الله، وهو الصبر مع من يريدون إصلاحهم وهدايتهم وحسن السياسة معهم، صبرٌ يشبه صبر الأم الرؤوف على طفلها الحبيب. وقد هدى الله بهم خلقاً كثيراً في مختلف الجنسية، وفي مقدمتهم شبابنا الذين نبعثهم للدراسة إلى أوروبا وأمريكا, ثم نهملهم ونتركهم وشأنهم دون رعاية أو تربية، وقد قيّض الله بكثير منهم بهذه الجماعة فهداهم الله بها، بعد أن كادوا يمرقون من الإسلام متأثرين بحياة الجهة التي يدرسون فيها، ولديّ مشاهدات وقصص يطول سردها .
(( قصة قصيرة))
أذكر على سبيل المثال قصة قصيرة عن شاب من أهل الرياض حضر اجتماع داكا ضمن مجموعة من شباب في أمريكا بعد أن أنقذه الله من الجاهلية التي تورّط فيها، بسبب هذه الجماعة، وهذا أبدى لي رغبة في أن يعتمر, ولعل العمرة تُكفّر عنه سيئاته وتذهب بأمر الجاهلية. فشجّعته على ذلك طبعاً، بعد أن ذكرتُ فضل التوبة، وأنها تجبُّ ما قبلها، فقال: وهو يحسُّ بالخجل والاستحياء باد على وجهه - يا أخ محمد أريد أن أعتمر، ولكن ما أدري كيف العمرة, وأين أعمل لها، وماذا أفعل إذا وصلت مكة ؟ لأني نسيتُ كل ما درسته في المرحلة الثانوية قبل أن أذهب إلى أمريكا ؟ وضيّعتُ كل شيء... قال هذه الجملة وهو متأثر، وأنا بدوري تأثّرت، فقلت له: فتعال بنا إلى بعيد عن الناس لكي أشرح لك أعمال العمرة إلى أن قال: هل تسمح تُسجّل لي ? قلت: لا مانع إذا لديك مسجل وشريط، فأحضر المسجل فسجلتُ له بالاختصار، فشجّعته على زيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وزيارة الجامعة الإسلامية لكي تُزوّده الجامعة بالكتب والرسائل النافعة .
والأمر الذي أريد أن أخلص إليه في هذه القصة وما قبلها أن لجماعة التبليغ مكاسب يطول سردها ليست لغيرها من الجماعات التي تدعو إلى الله في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وهي مكاسب ملموسة لمس اليد، لا يقدر أحد إنكارها عدواً كان أو صديقاً.
وسرُّ المسألة أن الجماعة جعلت الدعوة إلى الله ومحاولة إصلاح الناس هدفها في هذه الحياة, ولم تمسك الدعوة باليد اليسرى والتعيش بإسمها باليد اليمنى، بل مسكتها بكلتى اليدين، ثم إنها ابتعدت عن التطلع إلى حب المدح والثناء عليها, بل استوى عندها المدح والذم، حتى أصبحت الحياة رخيصة عندها .
وأكتفي بهذه الإشارة لأن الأمر واضح، ولأن أثر دعوة القوم واضح كما قلت, والعاملون يستدل عليهم بآثار أعمالهم وبمكاسبهم, والله ولي التوفيق، وفي ذلك الجو الذي ذَكَّرنا حياة الدعاة الأولين الفطريين... قضينا ثلاثة أيام .
وفي اليوم الرابع غادرنا كراتشي بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء 18/2/1399هـ فبادرنا بالحجز في طائرة يوم الأحد 23/2/1399هـ إلى جدة, على أن يسافر أحدنا إلى لاهور في هذه الفترة قبل يوم الأحد ثم يعود ليسافر الوفد معاً إلى جدة, فتم سفره إلى لاهور يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , ولكنه تأخر لظروف طارئة ولم يتمكن من العودة إلى كراتشي إلا في يوم الاثنين 24/2/1399هـ , فبعد ذلك كان سفر أحدنا يوم الأحد 23/2/1399هـ وسفر الآخر يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , هكذا انتهت الرحلة المباركة إن شاء الله .
)) ملاحظات ((
ومما يلاحظ أن جماعة التبليغ ليس لها اسم رسمي، وإنما يُسمّيها الناس بهذا الاسم الذي تدل عليه دعوتهم وعملهم وهو التبليغ والتذكير . وأن المِرَانَ على الدعوة والتنظيم والاجتماعات المتكررة كل ذلك أكسبهم دقة التنظيم في أمورهم, دون أدنى تكلّف أو ملل . وفي إمكان الجماعة أن تعقد وتُنظّم لأكبر اجتماع الذي لو قامت للإعداد له جهة غيرهم لتكلّفت نفقات باهظة، واحتاجت لزمن طويل جداً، أما جماعة التبليغ فلا تتكلف في مؤتمراتها ولقاءاتها شيئاً يُذكر، إلا ما كان من قِرَى الضيف بالنسبة للوافدين من جهات بعيدة، بل أفراد الجماعة يعتبر كل واحد نفسه مسؤولاً عن المؤتمر، فكل واحد منهم يقوم بعمل يخصّه، ويحضر ما في استطاعته أن يحضر, ثم يباشر العمل بنفسه, فكل واحد منهم يحاول أن يخدم وينفع غيره, مما جعل مستوى التحابُبِ عندهم مرتفعاً جداً .
)) اقتراحات ((
وبعد أن شرحنا هذا عن الجماعة وما تقوم به من أعمال إسلامية تُعبّر عنها تلك المكاسب الهائلة الملموسة التي تحدثنا عن بعضها، والتي يَعتَبِرُ فيها الصديق والعدو على حد سواء، بعد هذا كله يحسُنُ بنا أن نقترح الآتي:
1 - التعاون مع الجماعة تعاونا فعّالاً وصادقاً مُؤثّرين ومُتأثّرين, ليحصل ما يشبه تبادل الخبراء.
2 -نقترح أن يكون لنشاط الجماعة في صفوف طُلابنا ليُفيدوا ويستفيدوا، وطلابنا من أحوج الناس إلى مثل هذا النشاط, وهذه الدعوة المباركة . 3- أن تُكثرالجامعة الإسلامية من المشاركة في لقاءات الجماعة ومؤتمراتهم، مُمَثّلةً في أعضاء هيئة التدريس وطلابها .
والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, بعيدة عن الرياء والسمعة إنه خير مسؤول, وصلى الله وسلم وبارك على أفضل رسله محمد وآله وصحبه .
محمد أمان بن علي الجامي عميد/ كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية 10/2/1399 هـ
وجهت جماعة التبليغ والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، فطلب إليها حضور لقاء إسلامي كبير يعقد في (داكا) عاصمة (بنغلادش) فلبّتْ الجامعة الطلب، فأوفدتنا أنا محمد أمان بن علي الجامي من كلية الحديث، وعبد الكريم مراد من كلية الشريعة, للمشاركة في اللقاء .
فغادرنا مطار المدينة المنورة صباح يوم الاثنين 10/2/1399 هـ إلى جدة في طريقنا إلى (كراتشي)، فوصلنا مطار جدة في تمام الساعة السادسة والنصف, واتصلنا بالخطوط الباكستانية فور وصولنا بواسطة مدير الخطوط المذكورة، فتمت إجراءات السفر في أقل من عشر دقائق, فدخلنا صالة المسافرين استعداداً للسفر، وبعد ساعة تقريباً من دخولنا فوجئنا بأن السفر سوف يتأخر إلى موعد غير محدد إذ طرأ في الطائرة خلل فني كما قيل، فجعلنا ننتظر هذا الموعد الذي لم يحدد بل لم َتِردْ أو لم تستطع الشركة تحديده، فحان وقت صلاة الظهر فصلينا في المطار, لأن الخروج ممنوع، ثم دعينا لتناول طعام الغداء, من هنا تأكدنا أن الموعد سوف يتأخر وأنه ليس بقريب .
وهكذا استمرّ انتظارنا إلى بعد صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء، ثم أعلن عن الموعد الأخير, وأنه ستكون المغادرة بعد الساعة الحادية عشرة من الليل، فتمت مغادرتنا فعلا بعد منتصف الليل, فواصلنا سفرنا إلى كراتشي، فأخذنا نغط في نومنا الذي هو عبارة عن راحة بعد تعب طويل في مطار جدة، ولم نشعر إلا حين أعلن أننا على مقربة من مطار كراتشي فاستيقظنا، فحمدنا الله تعالى على الوصول بالسلامة, فدخلنا مدين كراتشي قبيل صلاة الفجر, فصلينا الفجر في منزلنا في الفندق . وبعد أن استرحنا زمنًا كافياً للراحة بعد صلاة الفجر, تبادلنا الرأي بالنسبة للسفر إلى (لاهور) قبل السفر إلى (داما) كما هو المقرر, فرأينا تأجيله إلى ما بعد العودة من (داكا), خشية أن يحصل تأخر لسبب من الأسباب فيؤثر في الاجتماع الذي هو المقصود الأول من سفرنا هذا، فقضينا يوم الأربعاء 12/2/1399هـ في محل الحجز إلى داكا ليوم الخميس، ولكننا علمنا أن السفر إلى داكا عاصمة (بنقلاديش) لا يتم إلا ليوم الجمعة بالنسبة لمن لم يسافر يوم الثلاثاء والذي وصلنا فيه إلى كراتشي، هما رحلتان فقط رحلة لطائرة باكستانية يوم الثلاثاء ورحلة لطائرة بنغلاديش يوم الجمعة لا ثالثة لهما .
فحجزنا في طائرة يوم الجمعة فسافرنا فيها بعد صلاة بإذن الله، وصلنا مطار (داكا ) في وقت متأخر من الليل, والمسافة بين مطار (كراتشي) ومطار (داكا) تستغرق ثلاث ساعات ونصف ساعة، وكان في استقبالنا نحن وجميع الذين وصلوا معنا لحضور اللقاء لجنة مرابطة بالمطار لاستقبال الوافدين, ومعهم عدد من الأشخاص الذين بيننا وبينهم معرفة سابقة من السوادنيين وبعض الباكستانيين, فقاموا بجميع إجراءات المطار, وللوافدين لحضور الاجتماع إجراء خاص، حيث أنهم لا يفتشون بل لا تفتح شنطهم, وإنما تكتفي بالإشارة عليها بالتباشير الملون فقط, بينما يفتّش غيرهم تفتيشاً دقيقاً، ثم نقلونا إلى مسجد لهم بجوار المطار ليوزعوا الضيوف، من هناك على منازلهم في المخيم المهّيأ لهم بجوار مقرّ الاجتماع، فتم توزيعنا قبل صلاة الفجر, بل هجعنا قليلاً قبل الأذان ثم أذن, فصلينا في ذلك المسجد القريب, وهو: عبارة عن صالون كبير أقيم على مساحة من الأرض تقدّر ب(كيلو ونصف في كيلو) ليّسع لآلاف من الناس, ويصلي العدد الكبير الذي قدروه بما يقارب المليون خلف إمام واحد دون استخدام مكبّر الصوت، بل يكتفى بعدد كبير من المبّلغين موزّعين في المسجد على أماكن مرتفعة, حيث يسمع كل مصلي مهما بعد مكانه عن الإمام صوت المبلغ فيّتبع الإمام, ولست أدري ما السبب في عدم استخدام مكبر الصوت في الصلاة, علماً أنهم كانوا يستخدمونه في المحاضرات (بيانات) والتوجيه والتعليمات اللازمة؟!
وأما كيف تم ذلك التنظيم الدقيق والإعداد العجيب, فأمر يعجب الإنسان عن وصفه وصفاً دقيقاً, فقد بنى المسجد ومنازل الضيوف من مواد بناء خفيفة تستخدم ثم ترد لأصحابها في حوانيتهم, وهي لا تزال صالحة للبيع والاستعمال, وهذه المواد عبارة عن زنك وعيدان الخيزران والخيش والحبال دون استخدام المسامير لئلا يتلف شيء من مواد البناء, إذ قد تبرع بها التجار وأصحاب المصانع وقاموا بأنفسهم بالبناء والتركيب, فإذا ما انقضى الاجتماع, فسوف يقوم بحلّ الحبال ونقض البناء بسهولة كما كان التركيب والبناء بسهولة من قبل . في هذا المسجد الغريب من نوعه في ذلك الجو الإسلامي الهادئ يبعث على الخشوع والطمأنينة, وبعد الصلاة أخذ المصلون يعقدون جلسات موزعة في المسجد, ذلك الذي يشبه مساجد المسلمين في أيامهم الأول عندما كانت المساجد إنما تقصد للصلاة والعبادة فقط لا للتباهي بها وزخرفتها... والله المستعان.
فأخذت الجماعات الموزعة في المسجد تتدارس القرآن حفظاً, وكانت التلاوة قاصرة على السور القصار التي يحفظها غالباً جميع المصلين أو أكثرهم حتى تطلع الشمس ويحين وقت تناول طعام (الفطور), فبعد الفطور تُعدّ المحاضرات, وفي ضحى ذلك اليوم السبت 15/2/1399هـ حضرنا محاضرة ألقاها في طائفة ذلك المسجد فضيلة الشيخ محمد عمر باللغة العربية، وهي محاضرة تخصّ العرب فقط، ولقد كانت قيّمة ومفيدة أجاب فيها على كثير من الشبهات التي تدور حول نشاط الجماعة ووضعية دعوة الناس إلى الخروج، والغرض من الخروج وخلاصته تغيير البيئة للدعاة والمدعوين، لأن الذين يخرجون ليسوا كلهم دعاة, بل أكثرهم ممن يُراد إصلاحهم وترغيبهم في الإسلام وحُبّه، وتعليمهم ما يجهلون من أمور دينهم، وقد أثبتتْ التجربة أن ذلك لا يتم للإنسان إلا إذا خرج تاركاً مشاغل الحياة المتنوعة, وانتقل إلى بيئة صالحة للإصلاح... ..الخ, وبعد محاضرته أعلن لجماعة العرب أنهم يحضرون محاضرة في الميكرفون العام بعد صلاة الظهر, وطلب من أحدنا أن يقوم بهذه المحاضرة العامة، فلبيّنا الطلب طبعاً, فألقيتُ المحاضرة بعد صلاة الظهر، فتُرجمت فوراً إلى عدة لغات، ثم أعلنت عن محاضرة لعبد الكريم مراد يوم الأحد 16/2/1399هـ بعد صلاة الظهر، فكنّا نحضُرُ بعد كل صلاة محاضرة مترجمة من الأردية إلى العربية .
فألقى الشيخ عبد الكريم محاضرة في الموعد المحدد, وكانت تدور حول توحيد العبادة, والتحذير من الغلو في الصالحين, والبناء على قبورهم . وأما محاضرة يوم السبت فكانت توجيهات عامة تناولت تحقيق كلمة التوحيد في آخرها.
هذا ! وقد كان محل الاجتماع بعيداً عن العاصمة نحو 7 كيلو متر، وهذا مما ساعدهم على إيجاد الهدوء ومواظبة الناس على صلاة الجماعة، بل ملازمتهم للمسجد مدة الاجتماع. أما نحن وأمثالنا الذين وصلنا في وقت متأخر فلم نتمكن من دخول العاصمة لا قبل الاجتماع ولا بعده، فغادرنا بالسفر يوم الثلاثاء بعد انتهاء الاجتماع مباشرة للقيام بزيارة بعض الجهات في باكستان .
وأما غيرنا فبادروا بالخروج في سبيل الدعوة إلى الله، فكانوا يُشكّلون جماعات متعددة بعد كل محاضرة، ويوم الثلاثاء كان يوم توجيه للدعاة وتبصيرهم ووداعهم، وهو يوم إمتزج فيه الفرح بالبكاء الذي يدل على ما يكنّه القوم من التّحابُب في الله, والتفاني في حب الله, والتجرد للدعوة إلى الله, وتعليق قلوب العباد بالله وحده دون الالتفات إلى ما سواه. هذا ملخص ما يُستفاد من محاضرات القوم, وحديثهم, وتصرفاتهم, وزهدهم المتعدد، خلافَ ما يَذكُرُ من لم يعرفهم حق المعرفة أو يتجاهل حقيقة القوم لغرض .
ومما ينبغي التنويه به أن الجماعة تتمتع مما لا تتمتع به الجماعات التي تدعو إلى الله، وهو الصبر مع من يريدون إصلاحهم وهدايتهم وحسن السياسة معهم، صبرٌ يشبه صبر الأم الرؤوف على طفلها الحبيب. وقد هدى الله بهم خلقاً كثيراً في مختلف الجنسية، وفي مقدمتهم شبابنا الذين نبعثهم للدراسة إلى أوروبا وأمريكا, ثم نهملهم ونتركهم وشأنهم دون رعاية أو تربية، وقد قيّض الله بكثير منهم بهذه الجماعة فهداهم الله بها، بعد أن كادوا يمرقون من الإسلام متأثرين بحياة الجهة التي يدرسون فيها، ولديّ مشاهدات وقصص يطول سردها .
(( قصة قصيرة))
أذكر على سبيل المثال قصة قصيرة عن شاب من أهل الرياض حضر اجتماع داكا ضمن مجموعة من شباب في أمريكا بعد أن أنقذه الله من الجاهلية التي تورّط فيها، بسبب هذه الجماعة، وهذا أبدى لي رغبة في أن يعتمر, ولعل العمرة تُكفّر عنه سيئاته وتذهب بأمر الجاهلية. فشجّعته على ذلك طبعاً، بعد أن ذكرتُ فضل التوبة، وأنها تجبُّ ما قبلها، فقال: وهو يحسُّ بالخجل والاستحياء باد على وجهه - يا أخ محمد أريد أن أعتمر، ولكن ما أدري كيف العمرة, وأين أعمل لها، وماذا أفعل إذا وصلت مكة ؟ لأني نسيتُ كل ما درسته في المرحلة الثانوية قبل أن أذهب إلى أمريكا ؟ وضيّعتُ كل شيء... قال هذه الجملة وهو متأثر، وأنا بدوري تأثّرت، فقلت له: فتعال بنا إلى بعيد عن الناس لكي أشرح لك أعمال العمرة إلى أن قال: هل تسمح تُسجّل لي ? قلت: لا مانع إذا لديك مسجل وشريط، فأحضر المسجل فسجلتُ له بالاختصار، فشجّعته على زيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وزيارة الجامعة الإسلامية لكي تُزوّده الجامعة بالكتب والرسائل النافعة .
والأمر الذي أريد أن أخلص إليه في هذه القصة وما قبلها أن لجماعة التبليغ مكاسب يطول سردها ليست لغيرها من الجماعات التي تدعو إلى الله في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وهي مكاسب ملموسة لمس اليد، لا يقدر أحد إنكارها عدواً كان أو صديقاً.
وسرُّ المسألة أن الجماعة جعلت الدعوة إلى الله ومحاولة إصلاح الناس هدفها في هذه الحياة, ولم تمسك الدعوة باليد اليسرى والتعيش بإسمها باليد اليمنى، بل مسكتها بكلتى اليدين، ثم إنها ابتعدت عن التطلع إلى حب المدح والثناء عليها, بل استوى عندها المدح والذم، حتى أصبحت الحياة رخيصة عندها .
وأكتفي بهذه الإشارة لأن الأمر واضح، ولأن أثر دعوة القوم واضح كما قلت, والعاملون يستدل عليهم بآثار أعمالهم وبمكاسبهم, والله ولي التوفيق، وفي ذلك الجو الذي ذَكَّرنا حياة الدعاة الأولين الفطريين... قضينا ثلاثة أيام .
وفي اليوم الرابع غادرنا كراتشي بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء 18/2/1399هـ فبادرنا بالحجز في طائرة يوم الأحد 23/2/1399هـ إلى جدة, على أن يسافر أحدنا إلى لاهور في هذه الفترة قبل يوم الأحد ثم يعود ليسافر الوفد معاً إلى جدة, فتم سفره إلى لاهور يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , ولكنه تأخر لظروف طارئة ولم يتمكن من العودة إلى كراتشي إلا في يوم الاثنين 24/2/1399هـ , فبعد ذلك كان سفر أحدنا يوم الأحد 23/2/1399هـ وسفر الآخر يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , هكذا انتهت الرحلة المباركة إن شاء الله .
)) ملاحظات ((
ومما يلاحظ أن جماعة التبليغ ليس لها اسم رسمي، وإنما يُسمّيها الناس بهذا الاسم الذي تدل عليه دعوتهم وعملهم وهو التبليغ والتذكير . وأن المِرَانَ على الدعوة والتنظيم والاجتماعات المتكررة كل ذلك أكسبهم دقة التنظيم في أمورهم, دون أدنى تكلّف أو ملل . وفي إمكان الجماعة أن تعقد وتُنظّم لأكبر اجتماع الذي لو قامت للإعداد له جهة غيرهم لتكلّفت نفقات باهظة، واحتاجت لزمن طويل جداً، أما جماعة التبليغ فلا تتكلف في مؤتمراتها ولقاءاتها شيئاً يُذكر، إلا ما كان من قِرَى الضيف بالنسبة للوافدين من جهات بعيدة، بل أفراد الجماعة يعتبر كل واحد نفسه مسؤولاً عن المؤتمر، فكل واحد منهم يقوم بعمل يخصّه، ويحضر ما في استطاعته أن يحضر, ثم يباشر العمل بنفسه, فكل واحد منهم يحاول أن يخدم وينفع غيره, مما جعل مستوى التحابُبِ عندهم مرتفعاً جداً .
)) اقتراحات ((
وبعد أن شرحنا هذا عن الجماعة وما تقوم به من أعمال إسلامية تُعبّر عنها تلك المكاسب الهائلة الملموسة التي تحدثنا عن بعضها، والتي يَعتَبِرُ فيها الصديق والعدو على حد سواء، بعد هذا كله يحسُنُ بنا أن نقترح الآتي:
1 - التعاون مع الجماعة تعاونا فعّالاً وصادقاً مُؤثّرين ومُتأثّرين, ليحصل ما يشبه تبادل الخبراء.
2 -نقترح أن يكون لنشاط الجماعة في صفوف طُلابنا ليُفيدوا ويستفيدوا، وطلابنا من أحوج الناس إلى مثل هذا النشاط, وهذه الدعوة المباركة . 3- أن تُكثرالجامعة الإسلامية من المشاركة في لقاءات الجماعة ومؤتمراتهم، مُمَثّلةً في أعضاء هيئة التدريس وطلابها .
والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, بعيدة عن الرياء والسمعة إنه خير مسؤول, وصلى الله وسلم وبارك على أفضل رسله محمد وآله وصحبه .
محمد أمان بن علي الجامي عميد/ كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية 10/2/1399 هـ
This is the Report urdu translation.
May Allah help all of us on reaching truth.
For downloading the original article and book in urdu Click this link